قبل أن نتحدث
عن أهمية الوسائل التعليمية علينا أن
نتعرف على أهداف تكنولوجيا التعليم ،
لأن الوسائل التعليمية ما هي إلا عنصر
بسيط جداً من عناصر تكنولوجيا التعليم
.. إن أهداف تكنولوجيا التعليم تكاد
تنحصر في الهدفين التاليين : وهما
الهدف
الأول
التعرف على المشكلات التعليمية
المعاصرة وإيجاد الحلول المناسبة لها
.
الهدف الثاني
تحسين العملية التعليمية .
الوسائل
التعليمية باعتبارها عنصر من عناصر
تكنولوجيا التعليم فإنها تقدم خدمات
من أجل تحقيق الهدفين السابقين ومن
النقاط الدالة على أهمية الوسائل
التعليمية ما يلي : -
1 - بناء وتجسيد المفاهيم والقيم
المجردة : فالرموز اللفظية التي يتم
تلقينها للطلاب من قبل المعلم تعتبر
لهم مفاهيم مجردة لا معنى لها وبعيدة
عن الواقع والمحسوس ، وعن طريق توظيف
الوسائل التعليمية نستطيع التغلب على
ذلك العيب وذلك من خلال تأثير الوسيلة
التعليمية على حاسة أخرى من حواس
الطالب - مثال ( معلم يشرح لطلابه عن
حدود المملكة العربية السعودية
باستخدام الرموز اللفظية فقط ، ففي
هذه الحالة تعتبر المعلومات مجردة
للطلاب ولا شيء محسوس بالنسبة لهم
يوضح تلك الحدود وطبيعتها ، ولكن من
خلال عرض المعلم لهم مثلاً خارطة مع
شرحه اللفظي فإن الوسيلة التعليمية (
الخارطة في هذه الحالة ) قد أثرت على
حاسة البصر كحاسة أخرى معاونة مع حاسة
السمع وبالتالي نقول أن الخارطة قامت
ببناء المفهوم للطلاب عن واقع تلك
الحدود وتوضيح معالمها ) .
2 - زيادة انتباه الطلاب وقطع رتابة
المواقف التعليمية : إن ما هو معروف
لدى علماء النفس التربويين أن التعلم
يمر بثلاث مراحل ففي المرحلة الأولى
يكون الانتباه وفي المرحلة الثانية
يكون الإدراك وفي المرحلة الثالثة
يكون الفهم ، وكلما زاد الانتباه زاد
الإدراك بالتالي يزيد الفهم لدى
الطالب ، والوسيلة التعليمية تساعد
المعلم في أن يكون موقفه التعليمي
الذي هو بصدده أكثر إثارة وأكثر
تشويقاً يؤدي إلى زيادة انتباه الطلاب
ويقطع حدة الموقف التعليمي ويمنع شرود
ذهن المتعلم .
3 - تقليص الفروق الفردية : عندما لا
يستخدم المعلم الوسيلة التعليمية
ويعتمد فقط على الرموز اللفظية في
شرحه فإن بعض الطلاب يجد صعوبة في
مسايرة المعلم أثناء الشرح وبالتالي
فإن الفروق بين الطلاب ستزداد لأن
منهم من يستطيع المتابعة والفهم
والبعض الآخر منهم لا يستطيع المتابعة
وعن طريق استخدام الوسيلة التعليمية
فإنها تساعدنا على تقليص تلك الفروق
الفردية بين الطلاب وسيرتفع معدل فهم
كل طالب منهم إلى درجة معقولة وبدرجة
أفضل لو قارنا ذلك بدون استخدام
الوسيلة التعليمية .
4 - توفير إمكانية تعلم الظواهر
الخطرة والنادرة .
5 - التغلب على البعدين الزماني
والمكاني .
6 - تنمية الرغبة والاهتمام لتعلم
المادة التعليمية .
7 - تقديم حلول لمشكلات التعليم
المعاصر .
8 - توفير الجهد والوقت .
9 - المساعدة على تذكر المعلومات
وإدراكها خصوصاً عند استخدام السمع
والبصر .
تصنيف
الوسائل التعليمية
حاول المختصون على مدى فترات طويلة
تصنيف الوسائل التعليمية ، وبالفعل
نتج لنا في الميدان العديد من
التصنيفات وكان من أهمها تصنيف
ادجارديل فهو من أكثر التصنيفات أهمية
ومن أهمها انتشاراً وذلك لدقة الأساس
التصنيفي الذي اعتمدت عليه العالم
ادجارديل وهذا التصنيف يطلق عليه
العديد من المسميات فأحياناً يسمى
بمخروط الخبرة وأحياناً أخرى يسمى
بهرم الخبرة وهناك من يطلق عليه تصنيف
ديل للوسائل التعليمية ومنهم من يطلق
عليه تصنيف ادجارديل للوسائل
التعليمية . عندما نتمعن في تصنيف
ادجارديل للوسائل التعليمية نجده وضع
الخبرة المباشرة في قاعدة الهرم والتي
اعتبرها أفضل أنواع الوسائل التعليمية
لأن الطالب فيها يتعامل مع الخبرة
الحقيقية التي سيستفيد منها بعض
الخبرات بجميع حواسه والتي ستتصرف
فيها الخبرة الحقيقية بسلوكها الطبيعي
، ونجد على النقيض من ذلك وفي أعلى
الهرم الرموز اللفظية التي فقط تؤثر
على حاسة السمع فقط ( فكلما اتجهنا
إلى قاعدة المخروط زادة درجة الحسية ،
وكلما اتجهنا إلى قمة الهرم ازدادت
درجة التجريد ) وهذا ينطبق فقط على
مخروط الخبرة .
إن
المتأمل في مخروط الخبرة لادجار ديل
يلاحظ ثلاثة أنواع من التعليم :
النوع الأول : ما يسمى بالتعليم عن
طريق الممارسات والأنشطة المختلفة وهي
تشمل في المخروط ( الخبرات الهادفة
المباشرة - الخبرات المعدلة - الخبرات
الممثلة أو ما تسمى بالممسرحة ) .
النوع الثاني : ما يسمى بالتعليم عن
طريق الملاحظات والمشاهدات وهي تشمل
في المخروط ( التوضيحات العملية -
الزيارات الميدانية - المعارض -
التلفزيون التعليمي والأفلام المتحركة
- الصور الثابتة - التسجيلات الصوتية
|